[size=21]** كان ياماكان في قديم الزمان وسالف العصر والآوان ، كان هنالك شقيقان، أي من ام واب واحد ، ُيدعى الاول بحر ، والثاني قمر ، جمعت بينهما ذكريات جميلة وتاريخ عريق في كنف أبويهما والأجداد.
** ومات ابويهما ، تاركين لهما إرثاً من تركة لايستهان بها ، وهي عبارة عن مطية من الإبل من بنات البيداء لو لمحها مرء من قبيلة بكر أو تغلب لعرض إستبدالها ومقايضتها بالبسوس التي تحاربوا عليها أربعين سنه !!.
** وضمت التركه ايضاً قطعة أرض شُيد عليها قلعة آثرية مهجورة ، وحوت بالإضافة للمطية والأرض، صندوق مليء بالجواهر النفيسه من ياقوت وزمرد وخلافه.
** وهنا دب الخلاف بينهما ، وادعى كل منهما أن له نصيب يفوق الأخر في التركه ، وأصر كل منهما على موقفه بحزم ، ولم يفلح (الأتقياء والناصحين) من جيرانهم وبالقرى المجاوره بالصلح بينهما ، بما فيهم (مطوع مسجدهم) الذي فشل هو الآخر !!.
** هنا أقترح قمر على شقيقه بحر الذهاب لعراف وساحر ، يذكرونه في قرية معلومة بالجبن والحليب والزبده والسكر والشوكولاتة .
** وبعد إلحاح شديد من الشقيق قمر ، وافق بحر- على مضض- بعرض قمر ، لعُقم قريتهما من وجود مُفتي (ثقة) يُفتي لهما بتوزيع الأنصبة من ميراثهما، ويقبلون ويسلمون بفتواه عن تراض !!.
** ذهبا سوياً للساحر ، وعندما بلغا مكانه- بعد جهد جهيد- وإذا بخيمته
المنصوبة على هضب بطرف تلك القرية ، والتي تجري من تحتها الأنهار ، وتفوح
منها طيب الأزهار ، وتنعم فيها الخنازير والغنم والدواجن والابقار، وتقبع
تحت ثراها الثروات من النفط والغاز .
** أخيراً وصلا للساحر الذي ذاع صيته في البقاع
والبحار ، ووقفا أمامه ، فنظر إليهما مستغرباً ومن ثم فكر وقدر ، قٌتل كيف
قدر ،ثم قٌتل كيف قدر ، ثم نظر ، ثم عبس وبسر ، ثم أدبر وأستكبر ، ومن ثم
قال قول البشر، فأفتى لهما بفتوى تحدث عنها كل أهل الشرق والغرب ، فقد حكم
أن نصيب الشقيق بحر هو المطية ، أما أخاه قمر فكان من نصيبه الأرض والصندوق المليء بالجواهر النفيسة.
** حكم بذلك بعدما استعان بالجن والشياطين الذين علموه السحر ، ولجأ إلى ماحرف في التوراة والإنجيل وخرائط العهد القديم ، وهطرقة الآريوسية ، وزندقة وخرافات البروتستانيه!!
** ورغم ذلك تراضى الأشقاء بحر وقمر على ماحكم وأفتى به العراف(الساحر) ، ولاأخفيكم سراً أن الشقيق بحر كان يعتبر الظفر بالمطية مكسب مابعده مكسب رغم أن الواقع أثبت بعد ذلك عدم صحة ماظن به وفاز.
** وبعدما تم توزيع التركه ، فتح كل منهما للآخر صفحة جديدة يسودها الحب
والوئام وتعاهدا على نسيان مامضى ، وأوصوا أولادهما بذلك ، ففرح لهذه
النهايه من فرح ، وحزن من حزن، من شكراااااااااء عمومتهم ومن الجيران وأهل منطقتهم.
** ومرت الأيام والشهور والسنين، ومن ثم دبت بينهما الخلافات
والمُنقصات من جديد ، وهي ليس بغريبة ، فهي تحدث بين كل الأخوة الأشقاء ،
متى كانوا تحت سقف واحد ومتقاربين جداً بين بعضهم البعض.
** غالباً ماكان سبب هذه المُنقصات والخلافات والإختلافات هو أبناء عمومتهم الذين كانوا يرون في أنفسهم مايرون ، إضافة إلى عجوز شمطاء تسكن
بحذو بيت قمر ، وهي تتكلم عندما يكون الصمت مطلب ، وتصمت عندما يكون
الكلام مكسب !! ، واحياناً تعتريها أعراض الخرف والزهايمير، ولم يجدوا لها
دواء حتى الآن ، ولازالت حية تُرزق ولم يسلم من لسانها أحد إلا الشقيق قمر فقط !! لأنه يمدها بالمال الذي ورثه من تركة أبيه .
** لما شعر بحر وشقيقه قمر بذلك الخطر المُحدق لمستقبل وتاريخ عائلتهما العريق ، قررا أن يقيما مشروع تصالحي آخر بينهما وأسموه (وثيقة جسر المحبه) تعاهدا فيه على الحب والسلام ، وأن لايفرق بينهما أحد .
** وبدوا بالفعل في تنفيذ هذه الوثيقه ، إلا أن بعض من شكراااااااااء عمومتهم لازالوا في ظلالهم القديم!، فقللوا وصغروا من شأن تلك الوثيقة ، وأسموها فيما بينهم وثيقة جسر (بيض الصعوا) وحلفوا يمين مغلظة– بليل بهيم- أن مشروع الأشقاء بحر وقمر لن يرى النور ، متى كانوا هم على وجه هذه البسيطة!! ولقد ساعدتهم في غايتهم تلك العجوز الشمطاء ، صاحبة اللسان السليط (لهافة آموال ) الشقيق قمر.
** وقد كان لأبناء العمومة مايبتغون ، وزاد الأختلاف بين بحر وقمر ، وأصبح الشق أكبر من الرقعة ، وتخافتت العجوز الشمطاء ، وتوقف قمر وبحر من تنفيذ وثيقتهما التي تعاهدا عليها أمام الأشهاد!!.
** حدث كل ذلك ، والعالم يتفرج ويتشمت بهما ، وغالبية عائلة بحر وقمر ، (خخخخ شششش) في سبات عميق!!
(أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ )